معركة الاستحواذ على «باراماونت» تكشف الكثير من المشكلات بصناعة البث

المغرب 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع بوراق نيوز نقدم لكم اليوم معركة الاستحواذ على «باراماونت» تكشف الكثير من المشكلات بصناعة البث

ft.svg

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل معركة الاستحواذ على شركة باراماونت غلوبال قصة تستحق أن تتحول إلى فيلم في هوليوود، فصاحبة الحصة المسيطرة شاري ريدستون تفضل إبرام صفقة مع شركة سكاي دانس المملوكة لديفيد إليسون على العرض المشترك من شركتي سوني وأبولو، مما يضعها في مواجهة مع مساهمي الأقلية، وقد يؤدي ذلك إلى رحيل الرئيس التنفيذي، ولكن في كل الأحوال من الواضح أن الذروة تقترب في هذه الدراما الطويلة.

إن البيع المحتمل لشركة باراماونت يجعلها أول ضحية كبيرة لحروب البث التدفقي، وقد لا تكون الأخيرة. فعندما دخلت الشركات مجال البث التدفقي بعد «نتفليكس»، كان دخول السوق واضحاً ومباشراً، استفادت شركات التكنولوجيا مثل أبل من قواعد عملائها الحاليين لجذب المشتركين، بينما قامت استوديوهات عريقة مثل وارنر براذرز ببناء منصات خاصة ترتكز إلى نتاج ملكيتها الفكرية.

وقد استخدم جميع اللاعبين خطوط أعمالهم وخصوصاً التلفزيون الكابلي لشركات الإعلام، وبيئة الاقتراض المواتية لتمويل الأفلام والمسلسلات المبهرة لكن طريق تحقيق الربحية كان أكثر تعقيداً، فقد اعتبرت خسائر البث الأولية استثماراً في السوق، لكن البث التدفقي أدى أيضاً إلى قتل الدجاجة التي تبيض ذهباً لشركات الإعلام، حيث قام المستهلكون بتقليص استخدام التلفزيون التقليدي لصالح منصات البث التدفقي مدفوعة الاشتراك.

وخلال اندفاعها للحصول على حصة في السوق، ضخت شركات باراماونت ووارنر براذرز وإن بي سي يونيفرسال مليارات الدولارات في خدمات البث التدفقي. ومع ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ نمو المشتركين وتزايد خسائر البث، زادت وول ستريت من الضغوط على هوليوود.

على الرغم من امتلاكها امتيازات تجارية مميزة لأفلام مثل العراب The Godfather ومهمة مستحيلة Mission Impossible والتي تجعل الاستوديو الخاص بها جذاباً للمشترين، إلا أن باراماونت عانت بشدة بسبب تراجع الاشتراكات والمليارات التي استثمرتها في مشاركتها المتأخرة في حروب البث المباشر عبر خدمة «باراماونت بلس».

وخفضت وكالة ستاندرد آند بورز تصنيف ديون المجموعة إلى غير مرغوب فيه في مارس، ولا يزال مصير منصة «باراماونت بلس» التابعة لها غير واضح في أي عملية استحواذ، لكن شركات الإعلام العملاقة الأخرى التي أنفقت مبالغ كبيرة على منصات البث دون تحقيق أرباح قد تضطر الآن أيضاً إلى التفكير في الدمج أو البيع.

ومنذ فترة طويلة كان ينظر إلى الاندماج على أنه أمر لا مفر منه في سوق البث التدفقي المزدحم، لكن الأمر لا يخلو من السلبيات. وتشتهر هوليوود بميولها الاحتكارية، وقد يؤدي وجود عدد أقل من اللاعبين إلى زيادة الضغط على الممثلين والكتاب، الذين أضربوا عن العمل الصيف الماضي.

كما يمكن أن تؤدي إعادة التنظيم إلى تسريع تقلص الصناعة، مما يدفع المزيد من الناس للخروج من الساحة، كما أنه يهدد بالتسبب في تقليص الخيارات ومحتوى أقل جودة للمستهلكين، الذين شهدوا بالفعل ارتفاع أسعار البث.

وفي الوقت الحالي، ووفقاً للمحللين، تحاول شركات البث الأصغر حجماً محاكاة الشركة الأكثر نجاحاً، وهي نتفليكس، من خلال تقديم تعزيز مكتبات المحتوى الخاصة بهم، ولكن مع تدهور الظروف المالية، تباطأ الإنفاق على البث التدفقي مقارنة بفترة ذروته إبان جائحة كوفيد.

وبدأ القائمون على البث في طلب عدد أقل من النصوص وطلب نسبة أعلى من المسلسلات غير المكتوبة الأرخص في التكلفة، بما في ذلك برامج الواقع والأفلام الوثائقية الرياضية. كما أنهم يعتمدون أيضاً على الملكية الفكرية الحالية لملء خزائن المحتوى الخاصة بهم، حيث إن شراء الامتيازات الشهيرة ينطوي على أخطار مالية أقل من التكليفات الجديدة.

لطالما أعرب العديد من النقاد عن أسفهم لاعتماد استوديوهات الأفلام المفرط على السلاسل المشهورة، ولكن كما يتضح من استحواذ ديزني على فوكس، وشراء أمازون لشركة إم جي إم، وما يحدث لمنصة باراماونت بلس، فإن مستقبل البث التدفقي قد يكون أيضاً مجرد تكملة لأعمال ناجحة أو عروض فرعية من هذه الأعمال. وهكذا يبدو أن خدمات البث ستبدأ في التشبه أكثر بتلفزيون الكابل الذي قاموا بإزاحته.

لقد انجذب المشاهدون في البداية إلى خدمات مثل نتفليكس بسبب وعد تقديم محتوى أصلي خال من الإعلانات، لكن عصر «قمة التلفزيون»، على الأقل في الوقت الحالي، قد يكون قد انتهى.

Email
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق